التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٧٦
فارس نبيل (5) فقال أنا علي بن أبي طالب فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ادن مني فدنا منه فعممه بيده ودفع إليه سيفه ذا الفقار وقال له اذهب وقاتل بهذا وقال اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته فمر أمير المؤمنين عليه السلام يهرول في مشيته وهو يقول:
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز * ذو نية وبصيرة والصدق منجي كل فائز إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز * من ضربة نجلاء يبقى صيتها بعد الهزاهز فقال له عمرو من أنت قال أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول لله صلى الله عليه وآله وختنه فقال والله إن أباك كان لي صديقا ونديما وإني أكره أن أقتلك ما أمن ابن عمك حين بعثك إلى أن أختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا بين السماء والأرض لا حي ولا ميت فقال له أمير المؤمنين عليه السلام قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة فقال عمرو وكلتاهما لك يا علي تلك إذا قسمة ضيزى فقال علي عليه السلام دع هذا يا عمرو وإني سمعت منك وأنت متعلق بأستار الكعبة تقول لا يعرض على أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة قال هات يا علي قال تشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله قال نح عني هذا فسأل الثانية فقال أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله صلى الله عليه وآله فإن يك صادقا فأنتم أعلا به عينا وإن يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره فقال إذا لا تتحدث نساء قريش بذلك ولا تنشد الشعراء في أشعارها أني جبنت ورجعت إلى عقبي من الحرب وخذلت قوما رأسوني عليهم فقال له أمير المؤمنين عليه السلام فالثالثة أن تنزل إلى قتالي فإنك فارس وأنا راجل حتى أنابذك فوثب عن فرسه وعرقبه وقال * خصلة ما ظننت أن أحدا من العرب يسومني عليها ثم بدأ فضرب أمير المؤمنين عليه السلام بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين عليه السلام بالدرقة فقطعها وثبت السيف على رأسه فقال له علي عليه السلام أما كفاك أني بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين عليه السلام مسرعا على ساقيه فقطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست