التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٧٥
فقال له يا كعب تعلم مودتي لكم وقد بلغني أن أبا سفيان قال نخرج بهؤلاء اليهود فنضعهم في نحر محمد صلى الله عليه وآله فان ظفروا كان الذكر لنا دونهم وإن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فما أرى لكم أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم إنهم إن لم يظفروا بمحمد صلى الله عليه وآله لم يرجعوا حتى يردوا عليكم عهدكم وعقدكم بين محمد صلى الله عليه وآله وبينكم لأنه إن ولت قريش ولم يظفر بمحمد غزاكم محمد صلى الله عليه وآله فتقتلكم فقالوا أحسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج من حصننا حتى نأخذ منهم رهنا يكونون في حصننا وأقبلت قريش فلما نظروا إلى الخندق قالوا هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها قبل ذلك فقيل لهم هذا من تدبير الفارسي الذي معه فوافى عمرو ابن عبد ود وهبيرة بن وهب وضرار بن الخطاب إلى الخندق وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد صف أصحابه بين يديه فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق إلى جانب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصار أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلهم خلف وقدموا رسول الله بين أيديهم وقال رجل من المهاجرين وهو فلان لرجل بجنبه من إخوانه أما ترى هذا الشيطان عمروا أما والله ما يفلت من بين يديه أحد فهلموا ندفع إليه محمد صلى الله عليه وآله ليقتله ونلحق نحن بقومنا فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله في ذلك الوقت قد يعلم الله المعوقين منكم إلى قوله تعالى وكان ذلك على الله يسيرا وركز عمرو بن عبد ود رمحه في الأرض وأقبل يجول جولة ويرتجز ويقول:
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز * ووقفت إذ جبن الشجاع مواقف القرن المناجز إني كذلك لم أزل متسرعا نحو الهزاهز * إن الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من لهذا الكلب فلم يجبه أحد فوثب إليه أمير المؤمنين عليه السلام فقال أنا له يا رسول الله فقال يا علي هذا عمرو بن عبد ود
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست