التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٩٨
في بطونها من الألبان ولكم فيها منافع كثيرة في ظهورها وأصوافها وشعورها ومنها تأكلون.
(22) وعليها وعلى الفلك تحملون في البر والبحر فإن الإبل سفينة البر.
(23) ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وقرء بالجر أفلا تتقون أفلا تخافون أن يزيل عنكم نعمه.
(24) فقال الملأ الأشراف الذين كفروا من قومه لعوامهم ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم أن يطلب الفضل عليكم ويسودكم ولو شاء الله أن يرسل رسولا لأنزل ملائكة رسلا ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين أي بالتوحيد الذي يدعونا إليه.
(25) إن هو إلا رجل به جنة جنون ولأجله يقول ذلك فتربصوا به فاحتملوا وانتظروا حتى حين لعله يفيق من جنونه.
(26) قال رب انصرني عليهم بإهلاكهم بما كذبون بسبب تكذيبهم إياي.
(27) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا بحفظنا أن تحظى فيه أو يفسد عليك مفسد ووحينا وأمرنا وتعليمنا كيف تصنع فإذا جاء أمرنا بنزول العذاب وفار التنور في الجوامع روي أنه قيل لنوح عليه السلام إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة فلما نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب وقد سبق تمام القصة في سورة هود عليه السلام فاسلك فيها فأدخل فيها يقال سلك فيه وسلك غيره من كل زوجين اثنين الذكر والأنثى وقرء كل بغير التنوين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم بإهلاكه ولكفره ولا تخاطبني في الذين ظلموا بالدعاء بالإنجاء إنهم مغرقون لا محالة.
(28) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجينا من القوم الظالمين كقوله تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين.
(29) وقل رب أنزلني منزلا وقرء بفتح الميم وكسر الزاي مباركا وأنت خير المنزلين
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست