التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٨٣
أقول: إنما كنى عن الأمام الصامت بالبئر لأنه منبع العلم الذي هو سبب حياة الأرواح مع خفائه إلا على من أتاه كما أن البئر منبع الماء الذي هو سبب حياة الأبدان مع خفائها إلا على من أتاها وكنى عن صمته بالتعطيل لعدم الانتفاع بعلمه وكنى عن الأمام الناطق بالقصر المشيد لظهوره وعلو منصبه وإشادة ذكره.
وفي المعاني مقطوعا أمير المؤمنين هو القصر المشيد والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك.
والقمي قال هو مثل لآل محمد صلوات الله عليهم وبئر معطلة هو الذي لا يستقى منها وهو الأمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره والقصر المشيد هو المرتفع وهو مثل لأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام منه وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرقة على الدنيا وهو قوله ليظهره على الدين كله وقال الشاعر.
بئر معطلة وقصر مشرف مثل لآل محمد مستظرف فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى والبئر علمهم الذي لا ينزف.
(46) أفلم يسيروا في الأرض قيل حث لهم على أن يسافروا ليروا مصارع المهلكين فيعتبروا.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام معناه أو لم ينظروا في القرآن فتكون لهم قلوب يعقلون بها ما يجب أن يعقل أو آذان يسمعون بها ما يجب أن يسمع فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور عن الاعتبار أي ليس الخلل في مشاعرهم وإنما أنفت عقولهم باتباع الهوى والانهماك في التقليد.
في التوحيد والخصال عن السجاد عليه السلام إن للعبد أربع أعين عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه وعينان يبصر بهما أمر آخرته فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب وأمر آخرته وإذا أراد الله به غير ذلك ترك القلب بما فيه.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين عينان
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»
الفهرست