التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٣٧
وآله لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار وأما قول الله عز وجل ولا يشفعون إلا لمن ارتضى فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه والدين الإقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات فمن ارتضى دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة وهم من خشيته من عظمته ومهابته مشفقون مرتعدون وأصل الخشية خوف مع تعظيم ولذلك خص بها العلماء والإشفاق خوف مع اعتناء فإن عدى بمن فمعنى الخوف فيه أظهر وإن عدى بعلى فبالعكس.
(29) ومن يقل منهم من الملائكة أو من الخلايق إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم قيل يريد به نفي الربوبية وادعاء نفي ذلك عن المخلوق وتهديد المشركين بتهديد مدعي الربوبية.
والقمي قال من زعم إنه إمام وليس بإمام.
أقول: لعل هذا التأويل وذاك التفسير كذلك نجزى الظالمين.
(30) أو لم ير الذين كفروا أو لم يعلموا وقرئ بغير واو أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما.
في الكافي عن الباقر عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية فقال فلعلك تزعم إنهما كانتا رتقا ملتزقتان ملتصقتان ففتقت إحداهما من الأخرى فقال نعم فقال عليه السلام استغفر ربك فإن قول الله عز وجل كانتا رتقا يقول كانت السماء رتقا لا تنزل المطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب فلما خلق الله الخلق وبث فيها من كل دابة فتق السماء بالمطر والأرض بنبات الحب فقال السائل أشهد أنك من ولد الأنبياء وأن علمك علمهم.
وفي الاحتجاج عنه عليه السلام ما يقرب منه.
وفي الكافي عنه إنه سئل عنها فقال إن الله تبارك وتعالى أهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا فلما تاب الله عز وجل على آدم أمر السماء فتقطرت بالغمام ثم أمرها فأرخت عزاليها ثم أمر الأرض
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست