التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٩١
والدخل عليها أخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدنيا وزعموا أن زيادة حظهم فيها تدل على فضلهم وحسن حالهم عند الله.
(74) وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن آثاثا متاعا ورئيا منظرا وقرئ ريا على قلب الهمزة وإدغامها أو على أنه من الري بمعنى النعمة وقرء ريا على القلب.
القمي قال عنى به الثياب والأكل والشرب.
وعن الباقر عليه السلام الأثاث المتاع ورئيا الجمال والمنظر الحسن.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا فقال الذين كفروا من قريش للذين آمنوا الذين أقروا لأمير المؤمنين عليه السلام ولنا أهل البيت أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا تعبيرا منهم فقال الله ردا عليهم وكم أهلكنا قبلهم من قرن من الأمم السابقة الآية.
(75) قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا فيمده ويمهله بطول العمر والتمتع به وإنما أخرجه على لفظ الأمر إيذانا بأن إمهاله مما ينبغي أن يفعله استدراجا وقطعا لمعاذيره كقوله إنما نملي لهم ليزدادوا إثما وقوله أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة تفصيل للموعود.
القمي قال العذاب القتل والساعة الموت فسيعلمون (1) من هو شر مكانا من الفريقين بأن عاينوا الأمر على عكس ما قدروه وعاد ما متعوا به خذلانا ووبالا عليهم وأضعف جندا أي فئة وأنصارا قابل به أحسن نديا فإن حسن الندى باجتماع وجوه القوم وظهور شوكتهم.
(76) ويزيد الله الذين اهتدوا هدى.
في الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين فيمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم الله شرا مكانا وأضعف جندا قال وأما قوله حتى إذا رأوا ما يوعدون فهو خروج القائم عليه السلام وهو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من

1 - هذا رد لقولهم: أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست