التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٩٠
على النار وما فيها من العذاب ليعلم تمام فضل الله عليه وكمال لطفه وإحسانه إليه فيزداد لذلك فرحا وسرورا بالجنة ونعيمها ولا يدخل أحدا النار حتى يطلعه على الجنة وما فيها من أنواع النعيم والثواب ليكون ذلك زيادة عقوبة له وحسرة على ما فاته من الجنة ونعيمها قال وقد ورد في الخبر أن الحمى من قيح جهنم.
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله عاد مريضا فقال أبشر إن الله عز وجل يقول هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا ليكون حظه من النار.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام الحمى رائد الموت وهي سجن المؤمن في الأرض وهي حظ المؤمن من النار.
وعنه عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمى رائد الموت وسجن الله تعالى في أرضه وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار.
وفي الإعتقادات روي أنه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها وإنما يصيبهم الألم عند الخروج منها فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم وما الله بظلام للعبيد إنتهى.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سئل عن هذه الآية فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار فقال لهم قد وردتموها وهي خامدة قيل وأما قوله تعالى أولئك عنها مبعدون فالمراد من عذابها.
وقيل ورودها الجواز على الصراط فإنه ممدود عليها.
أقول: والكل صحيح ولا تنافي بينها عند اولي الألباب.
(73) وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات مرتلات الألفاظ مبينات المعاني أو واضحات الأعجاز قال الذين كفروا للذين آمنوا لأجلهم أو معهم أي الفريقين المؤمنين بها أو الجاحدين لها خير مقاما مكانا أو موضع قيام وقرئ بضم الميم أي موضع إقامة وأحسن نديا مجلسا ومجتمعا والمعنى أنهم لما سمعوا الآيات الواضحات وعجزوا عن معارضتها
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست