التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٩٢
الله على يدي قائمه فذلك قوله من هو شر مكانا يعني عند القائم وأضعف جندا ويزيد الله قال يزيدهم في ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم عليه السلام حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه والباقيات الصالحات الطاعات التي تبقى عايدتها أبد الآباد خير عند ربك ثوابا عايدة مما متع به كفرة من النعم مخدجة الغانية التي يفتخرون بها وخير مردا مرجعا وعاقبة فإن مالها النعيم المقيم ومئال هذه الحسرة والعذاب الدائم الصالحات تفسير الباقيات والخير هاهنا لمجرد الزيادة وقد سبق أخبار في سورة الكهف.
(77) أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا يعني في الآخرة.
القمي عن الباقر عليه السلام إن العاص بن وايل بن هشام القرشي ثم السهمي وهو أحد المستهزئين وكان لخباب بن الإرث عليه حق فأتاه يتقاضاه فقال له العاص ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير قال بلى قال فموعد ما بيني وبينك الجنة فوالله لأوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا.
(78) أطلع الغيب قد بلغ من عظمة شأنه إلى أن ارتقى إلى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار حتى ادعاه أن يؤتى في الآخرة مالا وولدا وتألى عليه أم اتخذ عند الرحمن عهدا أم اتخذ من علام الغيوب عهدا بذلك فإنه لا يتوصل إلى العلم به إلا بأحد هذين الطريقين.
(79) كلا ردع وتنبيه على أنه مخطئ فيما تصوره لنفسه سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونطول له منه.
(80) ونرثه بإهلاكنا إياه ما يقول يعني المال والولد مما عنده منهما ويأتينا يوم القيامة فردا لا يصحبه مال ولا ولد مما كان له في الدنيا فضلا أن يؤتى ثمة زائدا.
(81) واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ليتعززوا بهم حيث يكونون لهم وصلة إلى الله وشفعاء عنده.
(82) كلا ردع وإنكار لتعززهم بها سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا القمي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية أي يكونون هؤلاء الذين اتخذوهم
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست