التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٤٩
هلك وأعلمه إن عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجلا أعلم منك فسر إليه وتعلم من علمه فنزل جبرئيل على موسى وأخبره وذل موسى في نفسه وعلم أنه أخطأ ودخله الرعب وقال لوصيه يوشع إن الله قد أمرني أن أتبع رجلا عند ملتقى البحرين وأتعلم منه فتزود يوشع حوتا مملوحا وخرجا.
وفي العلل والعياشي عن الصادق عليه السلام ما يقرب من صدر هذا الحديث.
والعياشي عنه عليه السلام قال بينا موسى قاعد في ملأ من بني إسرائيل إذ قال له رجل ما أرى أحدا أعلم بالله منك قال موسى ما أرى فأوحى الله إليه بل عبدي الخضر فسأل السبيل إليه فكان له آية الحوت إن افتقده وكان من شأنه ما قص الله.
(61) فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما تركاه لذهولهما عنه أو ذهابه عنهما فاتخذ سبيله يعني الحوت في البحر سربا مسلكا.
القمي فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه فلم يعرفاه فأخرج وصي موسى الحوت وغسله بالماء ووضعه على الصخرة ومضيا ونسيا الحوت وكان ذلك الماء ماء الحيوان فحي الحوت ودخل في الماء فمضى موسى عليه السلام ويوشع معه حتى عييا.
والعياشي ذكر قصة الحوت بنحوين آخرين فتارة عنه عليه السلام إنه شواه ثم حمله في مكتل (1) ثم انطلقا يمشيان فانتهيا إلى شيخ مستلقي معه عصاه موضوعة إلى جانبه وعليه كساء إذا قنع رأسه خرجت رجلاه وإذا غطى رجليه خرج رأسه قال فقام موسى عليه السلام يصلي وقال ليوشع أحفظ علي قال فقطرت قطرة من السماء في المكتل فاضطرب الحوت ثم جعل يثب من المكتل إلى البحر وهو قوله فاتخذ سبيله في البحر سربا قال ثم أنه جاء طير فوقع على ساحل البحر (شاطئ خ ل) ثم أدخل منقاره فقال يا موسى ما أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر الحديث.

1 - المكتل - كمنبر -: الزنبيل الكبير.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست