التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٤٤
الله فإنه القادر على ذلك وحده وما كان منتصرا ممتنعا عن انتقام الله منه.
(44) هنالك في ذلك المقام وتلك الحال.
وقيل في الآخرة الولاية لله الحق النصرة له وحده لا يقدر عليها غيره وقرئ بالكسر أي السلطان والملك وقرئ الحق بالرفع صفة للولاية هو خير ثوابا وخير عقبا (1) أي لأوليائه وقرئ عقبا بالسكون.
(45) واضرب لهم مثل الحياة الدنيا ما تشبهه في زهرتها وسرعة زوالها كماء هو كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض تكاثف بسببه والتف حتى خالط بعضه بعضا فأصبح هشيما مهشوما مكسورا تذروه الريح تفرقه فيصير كأن لم يكن وكان الله على كل شئ من الإنشاء والإفناء مقتدرا.
(46) المال والبنون زينة الحياة الدنيا ويفنى عن قريب والباقيات الصالحات وأعمال الخير والبر التي تبقى ثمرتها أبد الاباد خير عند ربك من المال والبنين ثوابا عائدة وخير أملا لأن صاحبها ينال في الآخرة ما كان يأمل بها في الدنيا.
في التهذيب والعياشي عن الصادق عليه السلام إن كان الله عز وجل قال المال والبنون زينة الحياة الدنيا إن الثمانية ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة.
والعياشي عنه عليه السلام إن الباقيات الصالحات هي الصلاة فحافظوا عليها.
وفي المجمع عنه عليه السلام هي الصلوات الخمس.
وعنه عليه السلام إن من الباقيات الصالحات القيام لصلاة الليل.
وروى ابن عقده عنه عليه السلام إنه قال لحصين بن عبد الرحمن لا تستصغر مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات.
والعياشي عنه عليه السلام قال قال رسول الله خذوا جنتكم قالوا يا رسول الله عدو حضر فقال لا ولكن خذوا جنتكم من النار فقالوا بم نأخذ جنتنا يا رسول الله قال

1 - أي عاقبته طاعته خير من عاقبة طاعة غيره.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست