التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٥١
القمي وكان في الصلاة فقعد موسى حتى فرغ من الصلاة فسلم عليهما.
والعياشي عن الصادق عليه السلام في الحديث السابق فرجع موسى عليه السلام فقص أثره حتى إنتهى إليه وهو على حاله مستلقي فقال له موسى السلام عليك فقال السلام عليك يا عالم بني إسرائيل قال ثم وثب فأخذ عصاه بيده فقال له موسى إني قد أمرت أن أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا.
وفي روايته الأخرى عنهما عليهما السلام فلما رجعا وجدا الحوت قد خر في البحر فاقتصا الأثر حتى أتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر إما متكئا وإما جالس فسلم عليه موسى عليه السلام فعجب من السلام إذ كان بأرض ليس فيها سلام قال من أنت قال أنا موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما قال نعم قال فما حاجتك قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال إني وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت أنت بأمر لا أطيقه ثم حدثه العالم عن آل محمد صلوات الله عليهم وعما يصيبهم صلوات الله عليهم من البلاء حتى اشتد بكاؤهما ثم حدثه عن فضل آل محمد صلوات الله عليهم حتى جعل موسى عليه السلام يقول يا ليتني كنت من آل محمد عليهم السلام وحتى ذكر فلانا وفلانا ومبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قومه وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه وذكر له تأويل هذه الآية ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة حين أخذ الميثاق عليهم.
والقمي عن الرضا عليه السلام أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزاير البحر إما جالس وإما متكئا الحديث كما ذكره العياشي.
وفي العلل عن الصادق عليه السلام إن الخضر كان نبيا مرسلا بعثه الله إلى قومه فدعاهم إلى توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه وكانت آيته إنه كان لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلا اهتزت خضراء وإنما سمى خضرا لذلك وكان اسمه بليا بن ملكا بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح آتيناه رحمة من عندنا هي الوحي والنبوة وعلمناه من لدنا علما قيل أي بما يختص بنا من العلم وهو علم الغيوب.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست