أن يفقهوه وتذكير الضمير وإفراده للمعنى وفي آذانهم وقرا يمنعهم أن يسمعوه حق استماعه وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا فلا يجوز منهم اهتداء البتة لا تحقيقا لأنهم لا يفقهون ولا تقليلا لأنهم لا يسمعون.
(58) وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب فلا يؤاخذهم عاجلا مع استحقاقهم العذاب بل لهم موعد يعني يوم القيامة وقيل يوم بدر لن يجدوا من دونه موئلا ملجأ ومنجا.
(59) وتلك القرى قرى عاد وثمود وأضرابهم أهلكناهم لما ظلموا مثل ظلم قريش بالتكذيب والمراء وأنواع المعاصي وجعلنا لمهلكهم لإهلاكهم وقرئ بكسر اللام وبفتح الميم واللام أي لهلاكهم موعدا وقتا معلوما لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون فليعتبروا بهم ولا يغتروا بتأخر العذاب عنهم.
القمي أي يوم القيامة يدخلون النار.
(60) وإذ قال موسى لفته.
في الإكمال والعياشي والقمي عن الباقر عليه السلام وهو يوشع بن نون قيل هو يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف فإنه كان يخدمه ويتبعه ولذلك سماه فتاه لا أبرح لا أزال أسير حتى أبلغ مجمع البحرين ملتقى بحري فارس والروم وهو المكان الذي وعد فيه موسى لقاء الخضر أو أمضى حقبا أو أسير زمانا طويلا.
القمي عن الباقر عليه السلام الحقب ثمانون سنة.
والقمي لما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا بخبر أصحاب الكهف قالوا أخبرنا عن العالم الذي أمر الله موسى أن يتبعه وما قصته فأنزل الله عز وجل وإذ قال موسى لفتاه قال وكان سبب ذلك أنه لما كلم الله موسى تكليما فأنزل الله عليه الألواح وفيها كما قال الله تعالى وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ رجع موسى إلى بني إسرائيل فصعد المنبر فأخبرهم أن الله قد أنزل عليه التوراة وكلمه قال في نفسه ما خلق الله خلقا أعلم مني فأوحى الله إلى جبرئيل أدرك موسى فقد