التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٤٦
وضبطها ووجدوا ما عملوا حاضرا مكتوبا في الصحف ولا يظلم ربك أحدا فيكتب عليه ما لم يفعل أو لا ينقص ثواب محسن ولا يزيد في عقاب مسئ.
القمي قال يجدون ما عملوا كله مكتوبا.
والعياشي عن الصادق عليه السلام إذا كان يوم القيامة دفع إلى الإنسان كتابه ثم قيل اقرأ فيقرأ ما فيه فيذكره فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم إلا ذكره كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا يا ويلتنا الآية.
(50) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قد سبق تفسيره (ذكره خ ل) في سورة البقرة قيل كرره في مواضع لكونه مقدمة للأمور المقصود بيانها في تلك المحال وهكذا كل تكرير في القرآن كان من الجن ففسق عن أمر ربه فخرج عن أمره بترك السجود أفتتخذونه أبعد ما وجد منه تتخذونه وذريته أولياء من دوني وتستبدلونهم بي فتطيعونهم بدل طاعتي وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا من الله إبليس وذريته.
(51) ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ما أحضرت إبليس وذريته خلق السماوات والأرض اعتضادا بهم ولا خلق أنفسهم ولا أحضرت بعضهم خلق بعض وما كنت متخذ المضلين عضدا أعوانا يعني فما لكم تتخذونهم شركائي في العبادة أو الطاعة أو المعنى ما أشهدت المشركين خلق ذلك وما خصصتهم بعلوم لا يعرفها غيرهم حتى لو آمنوا اتبعهم الناس كما يزعمون فلا تلتفت إلى قولهم طمعا في نصرتهم للدين فإنه لا ينبغي لي أن أعتضد بالمضلين لديني ويعضده قراءة من قرأ وما كنت على خطاب الرسول.
والعياشي عن الباقر عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال اللهم أعز الإسلام بعمر الخطاب وبأبي جهل بن هشام فأنزل الله هذه الآية يعنيهما.
أقول: ويمكن التوفيق بين التفسيرين بتعميم الشياطين الجن والأنس.
وفي الكافي عن الجواد عليه السلام إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست