التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٤٢
القمي عن الباقر عليه السلام الأرائك السرر عليها الحجال نعم الثواب الجنة ونعيمها وحسنت الأرائك مرتفقا.
أقول: وكأن الثياب الخضر كناية عن أبدانهم المثالية البرزخية المتوسطة بين سواد هذا العالم وبياض العالم الأعلى فإن الخضرة مركبة من سواد وبياض والرقة والغلظة كنايتان عن تفاوتهما في مراتب اللطافة.
(32) واضرب لهم مثلا للكافر والمؤمن رجلين حال رجلين القمي قال نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار كما حكى الله عز وجل وفيهما نخل وزرع وماء وكان له جار فقير فافتخر الغني على الفقير جعلنا لأحدهما جنتين بستانين من أعناب من الكروم وحففناهما بنخل وجعلنا النخل محيطة بهما وجعلنا بينهما وسطهما زرعا ليكون كل منهما جامعا للأقوات والفواكه على شكل حسن وترتيب أنيق.
(33) كلتا الجنتين آتت أكلها ثمرها ولم تظلم منه ولم تنقص من اكلها شيئا كما يكون في سائر البساتين فإن الثمار تتم في عام وتنقص في عام غالبا وفجرنا خلالهما نهرا ليدوم شربهما ويزيد بهاؤهما.
(34) وكان له ثمر أنواع من المال سوى الجنتين من ثمر ماله إذا كاثره وقرئ بفتحتين وبضم الثاء وسكون الميم فقال لصحابه وهو يحاوره وهو يراجعه في الكلام من حار إذا رجع أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا أولادا وأعوانا.
(35) ودخل جنته بصاحبه يطوف به فيها ويفاخره بها وهو ظالم لنفسه ضار لها بعجبه وكفره قال ما أظن أن تبيد أن تفني هذه يعني هذه الجنة أبدا لطول أمله وتمادي غفلته واغتراره بمهلته. (36) وما أظن الساعة قائمة كائنة ولئن رددت إلى ربى بالبعث كما زعمت لأجدن خيرا منها منقلبا مرجعا وعاقبة وقرئ منهما.
(37) قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب فإنه أصل
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست