التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٣١
عزير ابن الله والمسيح ابن الله.
(5) ما لهم (1) به وبما يقولون من علم ولا لآبائهم الذين يقلدونهم فيه بل يقولونه عن جهل مفرط وتوهم كاذب كبرت كلمة عظمت مقالتهم هذه في الكفر لما فيها من التشبيه والأشراك تخرج من أفواههم استعظام لاجترائهم على إخراجها من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
(6) فلعلك باخع نفسك.
القمي عن الباقر عليه السلام يقول قاتل نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث بهذا القرآن أسفا متعلق بباخع نفسك وهو فرط الحزن والغضب كأنهم إذ ولوا عن الأيمان فارقوه فشبهه بمن فارقته أعزته فهو يتحسر على آثارهم ويقتل نفسه تلهفا على فراقهم.
(7) إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها ما يصلح أن يكون زينة لها ولأهلها من زخارفها لنبلوهم أيهم أحسن عملا في تعاطيه وهو من زهد فيه ولم يغتر به وقنع منه بالكفاف.
(8) وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا.
القمي يعني خرابا وعن الباقر عليه السلام قال لا نبات فيها وهو تزهيد في الدنيا وتنبيه على المقصود من حسن العمل.
وفي الكافي عن السجاد عليه السلام إن الله لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها وإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لاخرته.
(9) أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم في إبقاء حياتهم على تلك الحال مدة مديدة كانوا من آياتنا عجبا القمي يقول قد آتيناك من الآيات ما هو أعجب منه قال وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله وأما الكهف والرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم وما أراد منهم دقيانوس الملك وكيف كان

1 - أي ليس لهؤلاء ولا لاسلافهم علم بهذا القول الشنيع وإنما يقولون ذلك عن جهل وتقليد من غير حجة.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست