التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٤٠
والقمي عطف على الخبر الأول الذي حكى عنهم أنهم يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم فقال ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا وهو حكاية عنهم ولفظه خبر والدليل على أنه حكاية عنهم قوله قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض يختص بعلمه أبصر به وأسمع ما أبصره وأسمعه ذكره بصيغة التعجب للدلالة على أن أمره في الإدراك خارج عن حد ما عليه إدراك كل مبصر وسامع إذ لا يحجبه شئ ولا يتفاوت دونه لطيف وكثيف وصغير وكبير وخفي وجلي ما لهم ما لأهل السماوات والأرض من دونه من ولى يتولى أمورهم ولا يشرك في حكمه في قضائه أحدا منهم وقرئ بالتاء والجزم.
(27) واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك من القرآن لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا ملتجأ وموئلا يقال التحد إلى كذا إذا مال إليه.
(28) واصبر نفسك احبسها مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي في طرفي النهار أو في مجامع أوقاتهم.
العياشي عنهما عليهما السلام إنما عنى بهما الصلاة وقرئ بالغدوة يريدون وجهه رضاه وطاعته ولا تعد عيناك عنهم ولا يجاوزهم نظرك إلى غيرهم من أبناء الدنيا تريد زينة الحياة الدنيا في مجالسة أهل الغنى ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا بالخذلان واتبع هواه وكان أمره فرطا إفراطا وتجاوزا للحد ونبذا للحق وراء ظهره القمي نزلت في سلمان الفارسي (رضي الله عنه) كان عليه كساء فيه يكون طعامه وهو دثاره وردائه وكان كساءا من صوف فدخل عيينة بن حصين على النبي صلى الله عليه وآله وسلمان عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان وقد كان عرق فيه وكان يوما شديد الحر فعرق في الكساء فقال يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا وحزبه من عندك فإذا نحن خرجنا فدخل من شئت فأنزل الله عز وجل ولا تطع من أغفلنا قلبه الآية وهو عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري.
وفي المجمع نزلت في سلمان وأبي ذر وصهيب وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاؤوا إلى رسول الله عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إن جلست في صدر
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست