الذي تشاء لنفسك ما تشاء وبقوتي أديت فرائضي وبنعمتي قويت على معصيتي جعلتك سميعا بصيرا قويا ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وذلك أني أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني وذلك أني لا أسئل عما أفعل وهم يسألون.
والعياشي ما يقرب منه وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا على ذلك فما ينبغي لأحد أن يخرج من طاعتك.
(80) ومن يطع الرسول فقد أطاع الله لأنه في الحقيقة مبلغ والآمر والناهي هو الله وروي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال من أحبني فقد أحب الله ومن أطاعني فقد أطاع الله فقال المنافقون لقد قارف الشرك (1) وهو ينهى عنه ما يريد الا أن نتخذه ربا كما اتخذت النصارى عيسى فنزلت.
وفي الكافي والعياشي عن الباقر (عليه السلام) ذروة (2) الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضاء الرحمن الطاعة للامام بعد معرفته ثم قال إن الله تبارك وتعالى يقول من يطع الرسول فقد أطاع الله.
أقول: الامام في هذا الحديث يشمل الرسول وحكم سائر الأئمة حكمه لأنهم خلفاؤه جميعا وذلك لأن الإمام (عليه السلام) مبلغ كما أن الرسول مبلغ ومن تولى أعرض عن طاعته فما أرسلناك عليهم حفيظا تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.
(81) ويقولون إذا أمرتهم بأمر طاعة أمرنا وشأننا طاعة فإذا برزوا من عندك خرجوا بيت طائفة منهم دبروا ليلا غير الذي تقول خلاف ما قلت وأمرت به أو خلاف ما قالت لك من القبول وضمان الطاعة والله يكتب ما يبيتون (3) يثبته في صحايفهم للمجازات فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا يكفيك الله شرهم.