واعلاء كلمته والمستضعفين وفي سبيل المستضعفين بتخليصهم عن الأسر وصونهم عن العدو أو في خلاصهم أو نصب على الإختصاص فان سبيل الله يعم كل خير وهذا أعظمها من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا قيل هم الذين أسلموا بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة فبقوا بين أظهرهم (1) يلقون منهم الأذى فكانوا يدعون الله بالخلاص ويستنصرونه فيسر لبعضهم الخروج إلى المدينة وبقي بعضهم إلى الفتح حتى جعل الله لهم خير ولي وخير ناصر وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فولاهم أحسن التولي ونصرهم أعز النصر وكانوا قد أشركوا صبيانهم في دعائهم استنزالا برحمة الله بدعاء صغارهم الذين لم يذنبوا.
العياشي عنهما (عليهما السلام) في هذه الآية قالا نحن أولئك.
(76) الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله فيما يصلون به إلى الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فيما يبلغ بهم إلى الشيطان فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ترغيب للمؤمنين إلى القتال وتشجيع لهم وتنبيه لهم على أنهم أولياء الله وأنه ناصرهم.
(77) ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم عن القتال وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واشتغلوا بما أمرتم به وذلك حين كانوا بمكة وكانوا يتمنون أن يؤذن لهم فيه.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) كفوا أيديكم يعني كفوا ألسنتكم وقال أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا وتدخلوا الجنة.
وعن الباقر (عليه السلام) أنتم والله أهل هذه الآية فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله يخشون الكفار أن يقتلوهم كما يخشون الله أن ينزل عليهم بأسه أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب.