التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٧٣
(117) مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر برد شديد أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية فأهلكته عقوبة لهم شبه ما انفقوا في ضياعه بحرث كفار ضربته برد شديد من سخط الله فاستأصلته ولم يبق لهم فيه منفعة في الدنيا ولا في الآخرة وما ظلمهم الله أي المنفقين بضياع نفقاتهم ولكن أنفسهم يظلمون لما لم ينفقوها بحيث يعتد بها.
(118) يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة وليجة (1) وهو الذي يعرفه الرجل أسراره ثقة به شبه ببطانة الثوب كما يشبه بالشعار من دونكم من دون المسلمين لا يألونكم خبالا لا يقصرون لكم في الفساد ودوا ما عنتم تمنوا عنتكم وهو شدة الضرر قد بدت البغضاء من أفواههم أي من كلامهم لأنهم لا يتمالكون أنفسهم لفرط بغضهم وما تخفي صدورهم أكبر مما بدا قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون.
(119) ها أنتم أولاء الخاطئون في موالاة الكفار تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب بجنس الكتاب كله كتابكم وكتابهم وغيرهما والمعنى أنهم لا يحبونكم والحال أنكم تؤمنون بكتابهم أيضا فما بالكم تحبونهم وهم لا يؤمنون بكتابكم وفيه توبيخ بأنهم في باطنهم أصلب منكم في حقكم وإذا لقوكم قالوا آمنا نفاقا وتعزيرا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ تأسفا وتحسرا حيث رأوا ائتلافكم واجتماع كلمتكم ولم يجدوا إلى التشفي سبيلا قل موتوا بغيظكم دعا عليهم بدوام الغيظ إلى أن يموتوا إن الله عليم بذات الصدور من خير أو شر فيعلم غيظهم وحنقهم وأخفى ما يخفونه وهو اما من جملة المقول أو مستأنف.
(120) إن تمسسكم حسنة نعمة من ألفة أو ظفر على الأعداء تسؤهم وإن تصبكم سيئة محنة من فرقة أو إصابة عدو منكم يفرحوا بها بيان لتناهي عداوتهم وإن تصبروا على عداوتهم وتتقوا موالاتهم ومخالطتهم لا يضركم كيدهم شيئا

(1) وليجة الرجل: بطانته ودخلاؤه وخاصته وما يتخذه معتمدا عليه، والوليجة كل شئ أدخلته في شئ وليس منه والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم (مجمع).
(٣٧٣)
مفاتيح البحث: الضرر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413