التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٧٦
فضرب يسراه فقطعها فاعتنقها (1) بالجذماوين إلى صدره ثم التفت إلى أبي سفيان فقال هل أعذرت في بني عبد الدار فضربه علي (عليه السلام) على رأسه فقتله فسقط اللواء فأخذتها عمرة بنت علقمة الكنانية فرفعتها وانحط (2) خالد بن الوليد على عبد الله بن جبير وقد فر أصحابه وبقي في نفر قليل فقتلهم على باب الشعب ثم أتى المسلمين من أدبارهم ونظرت قريش في هزيمتها إلى الراية قد رفعت فلا ذوا بها وانهزم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هزيمة عظيمة وأقبلوا يصعدون في الجبال وفي كل وجه فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الهزيمة كشف البيضة عن رأسه وقال إلي أنا رسول الله إلي أين تفرون عن الله وعن رسوله قال وكانت هند بنت عتبة في وسط العسكر وكلما انهزم رجل من قريش دفعت إليه ميلا ومكحلة وقالت إنما أنت امرأة فاكتحل بهذا وكان حمزة بن عبد المطلب يحمل على القوم فإذا رأوه انهزموا ولم يثبت له أحد وكانت هند قد أعطت وحشيا عهدا لئن قتلت محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أو عليا أو حمزة (صلوات الله عليهما) لأعطيتك كذا وكذا وكان وحشي عبدا لجبير بن مطعم حبشيا فقال وحشي أما محمد فلا أقدر عليه وأما علي فرأيته حذرا كثير الالتفات فلا مطمع فيه فكمن لحمزة قال فرأيته يهذ (3) الناس هذا فمر بي فوطى على جرف (4) نهر فسقط فأخذت حربتي فهززتها (5) ورميته فوقعت في خاصرته وخرجت من الثنية (6) فسقط فأتيته فشققت بطنه فأخذت كبده وجئت به إلى هند فقلت هذه كبد حمزة فأخذتها في فمها فلاكتها (7) فجعلها الله في فمها مثل

(1) عانقت المرأة واعتنقتها وهو الضم والالتزام والجذماء مؤنث الأجذم وهو الشئ المقطوع والموصوف هنا اليد يعني ضم العبد الراية إلى صدره بيديه المقطوعتين.
(2) حططت الرجل وغيره حطا من باب قتل: أنزلته من علو إلى سفل ومنه فانحط الرجل وهو قائم في صلاته (مجمع).
(3) الهذ: سرعة القطع (م).
(4) الجرف من كل شئ: طرفه (ق).
(5) هززت الشئ هزا فاهتز أي حركته فتحرك (م).
(6) الثنية بالضم: العانة (ق).
(7) اللوك إدارة الشئ في الفم، لاكه يلوكه لوكا ولكت الشئ في فصي؟ علكته (م).
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413