التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٧٠
(وكذلك جعلناكم أمة وسطا) القمي: أئمة عدلا وواسطة بين الرسول والناس (1). (لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) يعني يوم القيامة. قال: " نحن الأمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه وسمائه " (2). وفي رواية: " إن الله تعالى إيانا عنى بقوله: " لتكونوا شهداء على الناس " فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله: " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " (3). وفي أخرى: " ظننت أن الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين؟ أفترى أن من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية؟
كلا، لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم، " كنتم خير أمة أخرجت للناس " (4)، هم الأئمة (5) الوسطى وهم خير أمة أخرجت للناس " (6).
(وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) يعني بيت المقدس (إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه): يرتد عن دينه آلفا لقبلة آبائه. قال: " يعني إلا لنعلم ذلك منه وجودا بعد أن علمناه سيوجد، وذلك أن هوى أهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله أن يبين متبع (7) محمد ممن خالفه باتباع القبلة التي كرهها، ومحمد يأمر بها، ولما

١ - القمي ١: ٦٣.
٢ - العياشي ١: ٦٢، الحديث: ١١٠، والبرهان ١: ١٥٩، الحديث: ٢، عن أبي جعفر عليه السلام، كلمة:
" وسمائه " ليست في المصدر.
٣ - شواهد التنزيل ١: ٩٢.
٤ - آل عمران (٣): ١١٠.
٥ - في المصدر: " وهم الأمة الوسطى "، وفي نسخة " ألف و " ج ": " وهم الأئمة الوسطى ".
٦ - العياشي ١: ٦٣، الحديث: ١١٤، والبرهان ١: ١٦٠، الحديث: 10، عن أبي عبد الله عليه السلام.
7 - في المصدر: " متبعي محمد ".
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست