التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٧٨
وأولادا). بيان لتشبيههم (1) بهم. (فاستمتعوا بخلاقهم): نصيبهم من ملاذ الدنيا (فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم). ذم الأولين باستمتاعهم بحظوظهم الفانية، والتهائهم بها عن النظر في العاقبة والسعي في تحصيل اللذائذ الحقيقية الباقية، تمهيدا لذم المخاطبين لمشابهتهم بهم واقتفائهم أثرهم. (وخضتم):
دخلتم في الباطل (كالذي خاضوا): كالخوض الذي خاضوه (أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون).
(ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح) كيف أغرقوا بالطوفان (وعاد) كيف أهلكوا بالريح (وثمود) كيف أهلكوا بالرجفة (وقوم إبراهيم) كيف أهلك نمرود ببعوض وأهلك أصحابه (وأصحاب مدين)، قوم شعيب كيف أهلكوا بالنار يوم الظلة (2) (والمؤتفكات): أصحاب القرى المؤتفكة. قال: (أولئك قوم لوط ائتفكت عليهم، أي: انقلبت) (3). (أتتهم) كلهم (رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) بتعرضها للعقاب بالكفر والتكذيب.
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم). هي في مقابلة سابقته.
(وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة): يطيب فيها العيش (في جنات عدن): إقامة وخلود. قال: (عدن: دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر، لا يسكنها غير ثلاثة: النبيين والصديقين والشهداء. يقول الله تعالى: طوبى لمن دخلك) (4). (ورضوان من الله أكبر) يعني وشئ

(١): في (الف): (لتشبههم).
(٢): إشارة إلى الآية: ١٨٩ من سورة الشعراء: فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم).
(٣): الكافي ٨: ١٨١، ذيل الحديث: 202، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(4): مجمع البيان 5 - 6، مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»
الفهرست