التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٧٠
(ولكل أمة أجل). قال: " هو الذي سمي لملك الموت في ليلة القدر " (1). (فإذا جاء أجلهم لا يستأجرون ساعة ولا يستقدمون). قال " تعد السنين، ثم تعد الشهور، ثم تعد الأيام، ثم تعد النفس، " فإذا جاء أجلهم ")) الآية (2).
(يا بني ادم إما يأتينكم) ضمت " ما " إلى " إن " الشرطية تأكيدا لمعنى الشرط.
(رسل منكم): من جنسكم (يقصون عليكم آياتي فمن اتقى) التكذيب منكم (وأصلح) عمله (فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون).
(والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
(فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا): تقول عليه ما لم يقله (أو كذب بآياته):
أو كذب ما قاله (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب): مما كتب لهم من الأرزاق والآجال (حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم). " حتى " غاية لنيلهم نصيبهم واستيفائهم إياه، أي " إلى وقت وفاتهم، وهي التي يبتدء بعدها الكلام. والمراد بالرسل هنا: ملك الموت وأعوانه. (قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله) الألهة التي تعبدونها (قالوا ضلوا عنا): غابوا عنا (وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) (قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار) أي: قال الله تعالى لهم يوم القيامة. (كلما دخلت أمة لعنت أختها) التي ضلت بالاقتداء بها (حتى إذا اداركوا فيها جميعا): تداركوا وتلاحقوا في النار. قال: " برئ بعضهم من بعض، ولعن بعضهم بعضا، يريد بعضهم أن يحج - أي: يغلب (3) بعضا رجاء الفلج (4)،

(١) العياشي ١: ٣٥٤، الحديث: ٦، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٢) الكافي ٣: ٢٦٢، الحديث: ٤٤، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: " تعد الساعات، ثم تعد النفس ".
(٣) لم ترد في " ب " و " ج " كلمة: " أي يغلب ".
(٤) الفلج الظفر والفوز. مجمع البحرين ٢: ٣٢٣ (فلج).
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست