الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٣١
قوله تعالى (وقال الذين في النار لخزنة جهنم) قال: فإن قلت: فهلا قيل لخزنتها؟ وأجاب بأن في ذكر جنهم تهويلا وتفظيعا، ويحتمل أن جهنم هي أبعد النار قعرا من قولهم بئر جهنام أي بعيدة القعر، وكان النابغة يسمى الجهنام لبعد غوره في الشعر انتهى كلامه. قلت: الأول أظهر والتفخيم فيه من وجهين: أحدهما وضع الظاهر موضع المضمر وهو الذي أشار إليه. والثاني ذكره وهو شئ واحد بظاهر غير الأول أفظع منه، لأن جهنم أفظع من النار إذ النار مطلقة وجنهم أشدها.
قوله تعالى (قالوا فادعوا) قال في معناه: أنهم لما ألزمهم الحجة بقولهم - أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات - واعترفوا بذلك، وكان في ضمن ذلك أنهم خلفوا أوقات الدعاء وأسباب الإجابة وراءهم قالوا لهم فادعوا أنتم، معناه: إنا نحن لا نجترئ أن ندعو لكم فادعوا أنتم، وليس قوله فادعوا ترجية للكفار ولكن قطعا لرجائهم، لأنه إذا لم يسمع دعاء الملك المقرب فكيف يسمع دعاء الكافر.
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 426 427 429 430 431 432 433 434 435 437 ... » »»