الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٢٩
قوله تعالى: تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم) قال: المراد بنفي العلم نفى المعلوم كأنه قال:
وأشرك به ما ليس بإله، وما ليس بإله كيف يصح أن يعلم إلها. قلت: وهذا من قبيل:
* على لأحب لا يهتدى بمناره * أي لا منار له فيهتدى به، وكلام الزمخشري ههنا أشد من كلامه على قوله تعالى حكاية عن فرعون - ما علمت لكم من إله غيري -.
قوله تعالى (لاجرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة) قال فيه: سياق لاجرم عند البصريين أن يكون لا ردا لما دعاه إليه قومه، وجرم بمعنى كسب: أي وكسب دعاؤهم إليه بطلان دعوته: أي ما حصل من ذلك إلا ظهور بطلان دعوته، ويجوز أن يكون لاجرم نظير لابد من الجرم وهو القطع، فكما أنك
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 426 427 429 430 431 432 433 434 ... » »»