الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٣٢
قوله تعالى (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم) قال فيه: يحتمل أنهم يعتذرون بمعذرة لكنها لا تنفعهم لأنها باطلة.
ويحتمل أنهم لا يعتذرون، ولو جاءوا بمعذرة لم تكن مقبولة انتهى كلامه. قلت: هما الاحتمالان في قوله تعالى - ولا شفيع يطاع - ولكن بين الموضعين فرقا يصير أحدهما معه عكس الآخر، وذلك أنه هنا على تقدير أن يكون المراد أنهم لا معذرة لهم البتة يكون قد نفى صفة المعذرة وهى المنفعة التي لها تراد المعذرة قطعا لرجائهم كي لا يعتذروا البتة، كأنه قيل إذا لم يحصل ثمرة المعذرة فكيف يقع مالا ثمرة له، وفي الآية المتقدمة جعل نفى الموصوف بتا لنفى الصفة ولهذا أولى النفي في هذه الآية الفعل وفي المتقدمة أولى النفي الذات المنسوب إليها الفعل.
(٤٣٢)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 429 430 431 432 433 434 435 437 438 ... » »»