الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٥٧٠
قال أحمد: ونظير هذا النظم ومراعاة هذه اللطيفة قوله تعالى - إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله - ثم قال - الله يشهد إن المنافقين لكاذبون - ولما كان مؤدى هذا تكذيب الله تعالى لهم في شهادتهم برسالة النبي صلى الله عليه وسلم قدم على ذلك مقدمة تلخص المقصود وتخلصه من حوادث الوهم ونوائبه فقال بين الكلامين - والله يعلم إنك لرسوله - ثم قال بعد ذلك - والله يشهد إن المنافقين لكاذبون - فتلخص من ذلك أنهم كذبوا فيما ادعوه من شهادة قلوبهم بالحق لأن ذلك حقيقة الشهادة، لا أنهم كذبوا في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول من الله، وكان المخلص من ذلك قوله جل وعلا - والله يعم إنك لرسوله -.
انتهى الجزء الثالث من كتاب الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال، ويليه الجزء الرابع وأوله:
سورة ق
(٥٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 558 559 560 561 562 563 565 567 568 569 570