الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٧٥
أين يذهب به عما ورد في الحديث الصحيح من اعتراض إبليس رأسهم ومقدمهم للنبي صلى الله عليه وسلم يروم أن يشغله عن صلاته حتى أمكنه الله منه، فأخذه عليه الصلاة والسلام فدعه وأراد أن يربطه إلى سارية من سواري المسجد يلعب به الصبيان حتى سمع دعوة سليمان عليه السلام فتركه. وإذا جاز ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام كان جائزا لأولياء الله والمتبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كرامة، لكن الزمخشري يصده عن ذلك جحده لكرامة الأولياء لأنه عقيدة إخوانه، إذا الكرامة إنما يؤتاها الولي الصادق، فكيف ينالها من يكلف في إسلامه؟
فإنهم لفي عذر من جحدها والتكذيب بها. رزقنا الله الإيمان بالكرامات إن لم نكن لها أهلا، والله الموفق.
قوله تعالى (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) قال (وكلاهما باطل من العذر لأن أحدهما الخ) قال أحمد: وهذا أيضا من الاعتزال الخفي، وغرضه أن يمهد قاعدة التحسين والتقبيح ومراعاة الصلاح والأصلح واستحالة مخالفة ذلك على الله تعالى، ولا يتم
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 79 80 83 ... » »»