الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٩٣
قوله تعالى (وأمطرنا عليهم مطرا) قال (يقال مطرتهم السماء وواد ممطور الخ) قال أحمد: مقصود المصنف الرد على من يقول: مطرت المساء في الخير وأمطرت في الشر، ويتوهم أنها تفرقة وضعية، فبين أن أمطرت معناه أرسلت شيئا على نحو المطر وإن لم يكن ماء، حتى لو أرسل الله من السماء أنواعا من الخيرات والأرزاق مثلا كالمن والسلوى لجاز أن يقال فيه أمطرت السماء خيرات: أي أرسلتها إرسال المطر، فليس للشر خصوصية في هذه الصيغة الرباعية، ولكن اتفق أن السماء لم ترسل شيئا سوى المطر إلا وكان عذابا فظن الواقع اتفاقا مقصودا في الوضع، فنبه على تحقيق الأمر فيه وأحسن وأجمل.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 90 91 93 95 96 99 100 101 ... » »»