قوله تعالى: (ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة) الآية. قال (إن قلت: سجود المكلفين مما انتظمه هذا الكلام خلاف سجود غيرهم فكيف عبر عن النوعين بلفظ واحد إلخ) قال أحمد: وهذا ما يتمسك به لمن اختار تناول اللفظ الواحد لحقيقته ومجازه شمولا ولم ير ذلك متناقضا، فإن السجود يتناول فعل المكلف حقيقة ويتناول حال غير المكلف بطريق مجاز التشبيه، وقد أريدا جميعا من الآية، والزمخشري ينكر ذلك في مواضع مررت عليها من كتابه هذا، وظاهر مراده ههنا أن السجود عبارة عن قدر مشترك بين فعل المكلف وحال غير المكلف وهو عدم الامتناع عند القدرية، وغرضه من ذلك أن يكون اللفظ متواطئا فيهما جميعا ليسلم من الجمع بين الحقيقة والمجاز لأنه يأبى ذلك، ولا يتم له هذا المقصد في الآية والله أعلم لأن كونها آية سجدة يدل على أن المراد من السجود المذكور فيها منسوبا للمكلفين هو الفعل الخاص المتعارف شرعا الذي يكون ذكره سببا لفعله سببية معتادة في عزائم السجود لا القدر الأعم المشترك، والله أعلم.
قوله تعالى: (وهم لا يستكبرون يخافون) قال (فيه يجوز أن يكون حالا من الضمير إلخ) قال أحمد: هذا