تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٨١
أيامها، أو: (الشفع): يوم التروية (والوتر): يوم عرفة، وروي ذلك عن الأئمة (عليهم السلام)، وقرئ: (والوتر) بفتح الواو (١) وهما لغتان في العدد، وفي " الترة " الكسر لا غير.
(والليل إذا يسر) إذا يمضي، كقوله: ﴿والليل إذا أدبر﴾ (2) ويحذف ياء " يسري " في الدرج اجتزاء عنها بالكسرة، فأما في الوقف فيحذف الياء والكسرة، وقيل: معنى " يسري ": يسرى فيه (3).
(هل في ذلك) أي: هل في ما أقسمت به من هذه الأشياء (قسم) أي:
مقسم به (لذى حجر) يريد: لذي عقل لأن العقل يحجر عن القبيح، ولذلك سمي عقلا ونهية لأنه يعقل وينهى، أي: هل هو قسم عظيم يؤكد بمثله المقسم عليه؟
وجواب القسم محذوف، وهو: ليعذبن، يدل عليه قوله: (ألم تر كيف فعل ربك) إلى قوله: (سوط عذاب)، وقيل لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح:
عاد، كما قيل لبني هاشم: هاشم، ثم قيل للأولين منهم: عاد الأولى، وإرم تسمية لهم باسم جدهم، ولمن بعدهم: عاد الأخيرة، ف‍ " إرم " في قوله: (بعاد إرم) عطف بيان ل‍ " عاد "، وقيل: إرم: بلدتهم التي كانوا فيها (4)، ويدل عليه قراءة من قرأ:
" بعاد إرم " على الإضافة (5)، وتقديره: بعاد أهل إرم، و (ذات العماد) إذا كانت صفة للقبيلة فالمعنى: أنهم كانوا بدويين أهل عمد، أو: طوال الأجسام على تشبيه قدودهم بالأعمدة، وإن كانت صفة للبلدة فالمعنى: أنها ذات أساطين.

(١) الظاهر أن المصنف (رحمه الله) قد اعتمد هنا على قراءة كسر الواو تبعا للكشاف، وهي قراءة حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٨٣.
(٢) المدثر: ٣٣.
(٣) قاله القتبي. راجع تفسير السمرقندي: ج ٣ ص ٤٧٥.
(٤) قاله قتادة. راجع تفسير الطبري: ج ١٢ ص ٥٦٦.
(٥) قرأه ابن الزبير والحسن، إلا أن الثاني فتح " عاد ". راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 173.
(٧٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 775 776 777 779 780 781 782 783 784 785 786 ... » »»