تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٦٨
فلا تنسى (٦) إلا ما شآء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى (٧) ونيسرك لليسرى (٨) فذكر إن نفعت الذكرى (٩) سيذكر من يخشى (١٠) ويتجنبها الأشقى (١١) الذي يصلى النار الكبرى (١٢) ثم لا يموت فيها ولا يحيى (١٣) قد أفلح من تزكى (١٤) وذكر اسم ربه فصلى (١٥) بل تؤثرون الحيوة الدنيا (١٦) والاخرة خير وأبقى (١٧) إن هذا لفي الصحف الاولى (١٨) صحف إبرا هم وموسى (١٩)) عن ابن عباس: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قرأ (سبح اسم ربك الاعلى) قال:
" سبحان ربي الأعلى " (١). ومعناه: نزه ربك عن كل ما لا يليق به من الصفات التي هي إلحاد في أسمائه: كالجبر والتشبيه ونحو ذلك. و (الاعلى) يجوز أن يكون صفة للرب وللاسم، وهو بمعنى العلو الذي هو القهر والاقتدار.
وفي الحديث: لما نزل: (سبح اسم ربك الاعلى) قال: اجعلوها في سجودكم، ولما نزلت: ﴿فسبح باسم ربك العظيم﴾ (2) قال: اجعلوها في ركوعكم (3).
(الذي خلق) كل شيء (فسوى) خلقه تسوية، ولم يأت به متفاوتا غير ملتئم، ولكن على إحكام وانتظام ليدل على أنه صادر من عالم حكيم. (والذي قدر) لكل حيوان ما يصلحه (فهدا) ه وعرفه وجه الانتفاع به، حتى إنه هدى الطفل إلى ثدي أمه، والفرخ إلى طلب الزق من أمه. وهدايات الله للإنسان إلى ما لا يحد ولا يعد من مصالحه في أغذيته وأدويته، وفي أمور دنياه وآخرته، وإلهامات البهائم والطيور والحيوانات باب واسع لا يحاط بكنهه، فسبحان ربنا

(١) تفسير ابن عباس: ص ٥٠٨.
(٢) الواقعة: ٧٤ و 96، الحاقة: 52.
(3) أخرجه ابن ماجة في السنن: ج 1 ص 287 ح 887 عن عقبة بن عامر الجهني.
(٧٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 762 763 764 765 767 768 769 770 771 773 774 ... » »»