تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٩٢
بسم الله الرحمن الرحيم (والشمس وضحاها (1) والقمر إذا تلاها (2) والنهار إذا جللها (3) والليل إذا يغشاها (4) والسمآء وما بناها (5) والارض وما طحاها (6) ونفس وما سولها (7) فألهمها فجورها وتقولها (8) قد أفلح من زكاها (9) وقد خاب من دساها (10) كذبت ثمود بطغوهآ (11) إذ انبعث أشقاها (12) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقيها (13) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسولها (14) ولا يخاف عقبها (15)) (ضحها) امتداد ضوئها وانبساطه وإشراقه، ولذلك قيل: وقت الضحى، وقيل: الضحوة: ارتفاع النهار، والضحى: فوق ذلك، والضحاء - بالفتح والمد -:
فوق ذلك إذا قارب النصف (1). (إذا تلها) طلع عند غروبها آخذا من نورها، وذلك في النصف الأول من الشهر. (إذا جلها) عند انبساط النهار مجليا لها لظهور جرمها فيه وتمام انجلائها، وقيل: الضمير للظلمة أو للدنيا أو للأرض وإن لم يجر لها ذكر، كقولهم: أصبحت باردة، يعنون الغداة (2). (إذا يغشها) أي: يغشى الشمس فيظلم الآفاق ويلبسها سواده.
و " ما " في قوله: (وما بنها)، (وما طحها)، (وما سولها) موصولة، والمعنى: والسماء والقادر العظيم الذي بناها، والأرض والصانع العليم الذي طحاها، ونفس والخالق الحكيم الذي سواها أي: عدل خلقها، وفي كلامهم:
سبحان ما سخركن لنا. (فألهمها فجورها وتقولها) أي: عرفها طريق الفجور والتقوى، وأن أحدهما قبيح والآخر حسن، ومكنها من اختيار ما شاء منهما،

(١) قاله مجاهد والفراء. راجع إعراب القرآن للنحاس: ج ٥ ص ٢٣٥.
(٢) قاله الفراء في معاني القرآن: ج 3 ص 266.
(٧٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 787 788 789 790 791 792 793 794 795 796 797 ... » »»