تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٧٥
أعداء الله. (عين ءانية) حارة بلغت منتهاها في الحر. الضريع: يبيس الشبرق، وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا، فإذا يبس تحامته، وهو سم قاتل.
(لا يسمن) مرفوع المحل أو مجروره، على وصف (طعام) أو (ضريع)، يعني: أن طعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس وإنما هو شوك، والشوك مما ترعاه الإبل، وهذا نوع منه تنفر عنه ولا تقربه، ومنفعتا الغذاء منتفيتان عنه، وهما:
إماطة الجوع وإفادة القوة والسمن في البدن، وقيل: إن كفار قريش قالت: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا، فنزلت: (لا يسمن ولا يغنى من جوع) (١).
(ناعمة) منعمة من أنواع النعيم، أو: ذات بهجة وحسن. (لسعيها راضية) رضيت بعملها لما رأت ما أداهم إليه من الكرامة والثواب. (في جنة عالية) مرتفعة القصور والدرجات، أو: عالية المقدار. (لا تسمع) الوجوه، أو: هو خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (لغية) أو لغوا، أو: كلمة ذات لغو، أو: نفسا تلغو، لا يتكلم أهل الجنة إلا بالحكمة وحمد الله، وقرئ: " لا يسمع " على البناء للمفعول بالياء والتاء (٢). (فيها عين جارية) يريد: عيونا في غاية الكثرة، كقوله: ﴿علمت نفس﴾ (3). (سرر مرفوعة) مرتفعة المقدار أو السمك ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع ما خوله ربه من الملك. (وأكواب موضوعة) على حافات العيون الجارية، أو: كلما أراد المؤمن شربها وجدها مملوءة حاضرة لا يحتاج إلى أن يدعو بها.
(ونمارق مصفوفة) أي: وسائد صف بعضها إلى جنب بعض، مساند ومطارح أينما أراد أن يجلس جلس على مسورة، واستند إلى أخرى. (وزرابى) بسط

(١) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج ٥ ص ٣١٧.
(٢) والياء مبنيا للمفعول قرأه ابن كثير وأبو عمرو، وبالتاء كذلك قرأه نافع وابن كثير برواية شبل عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٨١.
(٣) التكوير: ١٤.
(٧٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 769 770 771 773 774 775 776 777 779 780 781 ... » »»