لاختبار العبد أيشكر أم يكفر عند البسط، أو يصبر أم يجزع عند التقتير، فالحكمة فيهما واحدة، ونحوه قوله تعالى: ﴿ونبلوكم بالشر والخير فتنة﴾ (1)، وقرئ:
(قدر) بالتخفيف والتشديد (2)، وقرئ: " أكرمن " و " أهانن " بسكون النون في الوقف (3) في من ترك الياء في الدرج مكتفيا منها بالكسرة.
(كلا) ردع عن هذا القول، أي: ليس الأمر كما قال، فإني لا أغني المرء لكرامته علي ولا أفقره لمهانته عندي، ولكني أبسط الرزق لمن أشاء وأقدر بحسب ما توجبه الحكمة وتقتضيه المصلحة (بل) يفعلون ما يستحقون به الإهانة، فلا يؤدون ما يلزمهم في المال إذا أكرمتهم بالإكثار منه، من: إكرام اليتيم وحض الأهل على (طعام المسكين)، و " يأكلون " أكل الأنعام، ويحبونه فيبخلون به.
وقرئ: (تكرمون) وما بعده بالتاء على الخطاب (4). وقرئ: " ولا يحاضون " (5)، أي: يحض بعضكم بعضا.
(أكلا لما) ذا لم، وهو الجمع بين الحلال والحرام، أي: يجمعون في أكلهم بين نصيبهم من الميراث ونصيب غيرهم، وكانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون تراثهم مع تراثهم، وقيل: (يأكلون التراث) فيما يشتهون أكلا واسعا، ولا يخرجون ما وجب عليهم فيه من الحقوق (6). (حبا جما) أي: كثيرا شديدا