تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥١
أو: ليسأل الذين صدقوا ماذا قصدتم بصدقكم وجه الله أم غيره؟ وفيه تهديد للكاذب.
قال الصادق (عليه السلام): إذا سئل الصادق عن صدقه على أي وجه فيجازى بحسبه، فكيف يكون حال الكاذب؟!
والميثاق الغليظ: اليمين بالله على الوفاء بما حملوا، والغلظ استعارة، والمراد:
عظم الميثاق وجلالة قدره في بابه.
(اذكروا نعمة الله عليكم) يوم الأحزاب، وهو يوم الخندق (إذ جاءتكم جنود) وهم الأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (فأرسلنا عليهم ريحا) وهي الصبا أرسلت عليهم حتى أكفأت قدورهم، ونزعت فساطيطهم، وسفت التراب في وجوههم.
وفي الحديث: " نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور " (1).
(وجنودا لم تروها) وهم الملائكة، وحين سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإقبالهم ضرب الخندق على المدينة، أشار عليه بذلك سلمان الفارسي، ثم خرج ومعه ثلاثة آلاف من المسلمين، فضرب معسكره والخندق بينه وبين القوم، واشتد الخوف في المسلمين، ورفعت الذراري والنساء في الآطام، ونجم النفاق من المنافقين، وكانت قريش قد أقبلت حتى نزلت بين الجرف والغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تابعهم من كنانة وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان، وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهل نجد حتى نزلوا إلى جانب أحد وقائدهم عيينة بن حصين وعامر بن الطفيل ومالأتهم اليهود من قريظة والنضير، وأقام المشركون بضعا

(1) أخرجه أحمد في المسند: ج 1 ص 228 و 324 و 341، والبخاري في الصحيح: ج 2 ص 41 و ج 4 ص 132.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»