تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٩
" وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه " (1)، ويتناول خطأ التبني وعمده لعمومه.
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله من المؤمنين والمهجرين إلا أن تفعلوا إلى أولياءكم معروفا كان ذلك في الكتب مسطورا (6) وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا (7) ليسئل الصدقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما (8) يأيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جآءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا (9) إذ جآءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا (10) هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا (11)) (النبي أولى بالمؤمنين) في كل شيء من أمور الدين والدنيا، ولذلك أطلق ولم يقيد، فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها، وحقه أوجب عندهم من حقوقها، وشفقتهم عليه أكثر من شفقتهم عليها، وأن يبذلوها دونه إذا حل خطب، ويجعلوها فداه إذا لقحت حرب.
وروي عن أبي وابن مسعود وابن عباس أنهم قرأوا: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم " وروي ذلك عن الباقر والصادق (عليهما السلام) (2).

(١) أخرجه ابن ماجة في السنن: ج ١ ص ٦٥٩ ح ٢٠٤٣ و ٢٠٤٥ من طرقه عن ابن عباس وأبي ذر الغفاري.
(٢) أنظر سنن البيهقي: ج ٧ ص ٦٩، وتفسير الآلوسي: ج ٢١ ص ١٥٢.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»