تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٦
بسم الله الرحمن الرحيم (يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما (1) واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا (2) وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا (3) ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الائي تظهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعيآءكم أبنآءكم ذا لكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدى السبيل (4) ادعوهم لأبآئهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا ءابآءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ى ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما (5)) ناداه سبحانه بالنبي وبالرسول، وترك نداءه باسمه كما قال: يا آدم، يا داود، ويا موسى، إجلالا لمحله وتشريفا له (اتق الله) أي: دم على ما أنت عليه من التقوى، وأثبت عليه وازدد منه (ولا تطع الكافرين والمنفقين) ولا تساعدهم على شيء، ولا تقبل منهم رأيا ومشورة.
وقرئ: " بما يعملون " بالياء (1)، أي: بما يعمل المنافقون من الكيد والمكر.
(وتوكل على الله) وفوض أمرك إليه وكله إليه (وكفى بالله وكيلا) موكولا إليه كل أمر.
(ما جعل الله) قلبين في جوف رجل، ولا زوجية وأمومة في امرأة، ولا بنوة ودعوة في رجل. والمعنى: أن الله عز اسمه كما ليس في حكمته أن يجعل للإنسان قلبين، لأ نه لو كان ذلك لكان لا ينفصل إنسان واحد من إنسانين، إذ كان يؤدي إليه

(1) وهي قراءة أبي عمرو. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 615.
(٤٦)
مفاتيح البحث: النفاق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»