تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٦
الرجل بالذاب عنه المحامي دونه عند الخوف، وقيل: معناه: أشحة بالقتال معكم ولا ينصرونكم (1)، (فإذا جآء الخوف رأيتهم ينظرون إليك) في تلك الحالة كما ينظر المغشي عليه من معالجة سكرات الموت حذرا وخوفا ولواذا بك (فإذا ذهب الخوف) وحيزت الغنائم نقلوا ذلك الشح عنكم إلى الخير وهو المال والغنيمة وقالوا: وفروا علينا قسمتنا، فإنا قد شاهدناكم وبمكاننا غلبتم أعداءكم، ونصب (أشحة) على الحال أو على الذم. والسلق: أصله الضرب، سلقه بالكلام أسمعه المكروه، أي: آذوكم، وخاصموكم بألسنة سليطة ذربة.
(يحسبون الاحزاب) لم ينهزموا وقد انهزموا، (وإن يأت الاحزاب) كرة ثانية تمنوا لخوفهم ما تمنوا به هذه الكرة، أنهم خارجون إلى البدو، و (يسئلون عن) أخباركم (ولو كانوا) معكم و (فيكم) ووقع قتال لم يقاتلوا معكم إلا قدرا يسيرا رياء وسمعة ليوهموا أنهم من جملتكم لا لنصرتكم.
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا (21) ولما رءا المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ومآ زادهم إلا إيمانا وتسليما (22) من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (23) ليجزى الله الصدقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شآء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما (24) ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا (25)) (لمن كان يرجوا الله) بدل من (لكم) وهو مثل قولك: رجوت زيدا فضله،

(1) قاله ابن كامل كما في تفسير الماوردي: ج 4 ص 385.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»