تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٣
إلا إلى عدوها لشدة الخوف (1)، و (الحناجر) جمع الحنجرة وهي منتهى الحلقوم، قالوا: إذا انتفخت الرئة من فزع أو غم أو غضب ربت وارتفع القلب بارتفاعها إلى رأس الحنجرة، ولذلك قيل للجبان: انتفخ سحره. ويجوز أن يكون ذلك مثلا في اضطراب القلوب ووجيبها وإن لم تبلغ الحناجر حقيقة (وتظنون بالله الظنونا) المختلفة، زيدت الألف في الفاصلة كما زادوها في القافية، نحو قوله:
أقل اللوم عاذل والعتابا (2) وكذلك " الرسولا " و " السبيلا " (وزلزلوا زلزالا شديدا) أي: أزعجوا أشد إزعاج.
(وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا (12) وإذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستئذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا (13) ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا (14) ولقد كانوا عهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا (15) قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا (16) قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا (17) قد يعلم الله المعوقين منكم

(1) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 526.
(2) لجرير، وعجزه: وقولي إن أصبت لقد أصابا. والبيت مطلع قصيدة طويلة يهجو بها عبيدا الراعي النميري والفرزدق. انظر خزانة الأدب للبغدادي: ج 1 ص 69 وما بعده.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»