تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٠
قلبه مرض وقلن قولا معروفا (32) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجهلية الأولى وأقمن الصلوة وءاتين الزكوة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (33) واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءايت الله وا لحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا (34)) قالوا: إن أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سألنه شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النفقة وتغايرن، فآذى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآلى منهن، وصعد إلى غرفة فمكث فيها شهرا، فنزلت آية التخيير (1) (فتعالين) أي: أقبلن بإرادتكن واختياركن لأحد أمرين، ولم يرد نهوضهن إليه بأنفسهن كما تقول: أقبل يخاصمني، وذهب يكلمني. (أمتعكن) أعطكن متعة الطلاق (وأسرحكن) أطلقكن (سراحا جميلا) طلاقا بالسنة من غير ضرار.
(للمحسنات) المريدات الإحسان المطيعات لله منكن.
واختلف في حكم التخيير، والمروي عن أئمة الهدى (عليهم السلام) أن ذلك كان خاصا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولو اخترن أنفسهن لبن منه من غير طلاق، وليس لغيره ذلك (2).
والفاحشة: السيئة البليغة في القبح، وهي الكبيرة، والمبينة: الظاهر فحشها.
والمراد: كل ما اقترفن من الكبائر. قرئ: " يضعف " (3)، و (يضاعف) بالياء على بناء الفعل للمفعول، و (نضعف) بالنون والبناء للفاعل (4)، وإنما ضوعف عذابهن لزيادة نعمة الله عليهن بنزول الوحي في بيوتهن وبمكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

(١) وهو قول أبي الزبير وقتادة وابن زيد. راجع تفسير الطبري: ج ١٠ ص ٢٨٩ و ٢٩٠.
(٢) أنظر الكافي: ج ٦ ص ١٣٦ ح 1 - 3 من كتاب الطلاق.
(3) قرأه أبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 521.
(4) قرأه ابن كثير وابن عامر. راجع المصدر السابق.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»