تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٤
سخريا) على الخبر أو على الاستفهام، كما يقول: إنها الإبل أم شاة، و: أزيد عندك أم عندك عمرو. ويجوز أيضا أن تقدر همزة الاستفهام محذوفة فيمن قرأ بغير الهمزة؛ لأن " أم " تدل عليها، فلا تفترق القراءتان في المعنى. (إن ذلك) الذي حكينا عنهم (لحق) لابد أن يتكلموا به، ثم بين بقوله: (تخاصم أهل النار) شبه ما يجري بينهم من التقاول بما يجري بين المتخاصمين فسماه تخاصما.
(قل هو نبؤا عظيم (67) أنتم عنه معرضون (68) ما كان لي من علم بالملا الاعلى إذ يختصمون (69) إن يوحى إلى إلا أنمآ أنا نذير مبين (70) إذ قال ربك للملئكة إنى خلق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له سجدين (72) فسجد الملئكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبر وكان من الكفرين (74) قال يإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين (75) قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (76) قال فاخرج منها فإنك رجيم (77) وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين (78) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون (79) قال فإنك من المنظرين (80) إلى يوم الوقت المعلوم (81) قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين (83) قال فالحق والحق أقول (84) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (85) قل مآ أسلكم عليه من أجر ومآ أنا من المتكلفين (86) إن هو إلا ذكر للعلمين (87) ولتعلمن نبأه بعد حين (88)) أي: هذا الذي أنبأتكم به من كوني رسولا وأن الله واحد وأمر القيامة نبأ عظيم لا يعرض عن مثله إلا غافل شديد الغفلة، وقيل: النبأ العظيم هو القرآن (1).

(١) قاله مجاهد والسدي. راجع التبيان: ج ٨ ص ٥٧٩.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»