تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢١٥
كمن وجبت له الجنة، ثم ابتدأ: (أفأنت تنقذ) (1). والمراد بكلمة " العذاب " قوله:
(لأملأن جهنم) الآية، ومعناه: أنك لا تقدر على إدخال الإسلام في قلوبهم قسرا.
(لهم غرف) أي: علالي، بعضها فوق بعض (وعد الله) مصدر مؤكد، لأن قوله: (لهم غرف) في معنى: وعدهم الله ذلك.
(ألم تر أن الله أنزل من السمآء مآء فسلكه ينبيع في الأرض ثم يخرج به ى زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطما إن في ذلك لذكرى لأولي الألبب (21) أفمن شرح الله صدره للاسلم فهو على نور من ربه فويل للقسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلل مبين (22) الله نزل أحسن الحديث كتبا متشبها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذا لك هدى الله يهدى به ى من يشآء ومن يضلل الله فما له من هاد (23) أفمن يتقى بوجهه ى سوء العذاب يوم القيمة وقيل للظلمين ذوقوا ما كنتم تكسبون (24) كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون (25)) (فسلكه) أي: فأدخل ذلك الماء (ينبيع) ينبع منها الماء (في الأرض) مثل العيون والأنهار والقنى (زرعا مختلفا ألونه) أي: صنوفه من البر والشعير والأرز ونحوها، وقيل: ألوانه من أخضر وأصفر وأبيض وأحمر (2) (ثم يهيج) أي: يجف (ثم يجعله حطما) أي: رفاتا متفتتا (إن في ذلك) لتذكيرا (لأولي) العقول السليمة في معرفة الصانع المحدث للعالم.

(١) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 4 ص 349 - 350.
(2) قاله البغوي في تفسيره: ج 4 ص 75.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»