تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
يريد: أنها نفخة واحدة فحسب لا تثنى ولا تردد.
(عجل لنا قطنا) أي: نصيبنا من العذاب الذي وعدته، أو: عجل لنا صحيفة أعمالنا ننظر فيها، والقط: القسط من الشيء، لأنه قطعة منه، من قطه: إذا قطعه، ولذلك قيل لصحيفة الجائزة: قط؛ لأنها قطعة من القرطاس.
(اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب (17) إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق (18) والطير محشورة كل له أواب (19) وشددنا ملكه وءاتينه الحكمة وفصل الخطاب (20) * وهل أتاك نبؤا الخصم إذ تسوروا المحراب (21) إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنآ إلى سوآء الصراط (22) إن هذآ أخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة وا حدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب (23) قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ى وإن كثيرا من الخلطآء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين ءامنوا وعملوا الصلحت وقليل ما هم وظن داوود أنما فتنه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب (24) فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن ماب (25)) (ذا الأيد) ذا القوة على العبادة، المضطلع بأعباء النبوة، وقيل: ذا القوة على الأعداء (1)، لأنه رمى بحجر من مقلاعه صدر الرجل فأنفذه من ظهره فأصاب آخر فقتله، يقال: فلان أيد وذو أيد وذو آد، وأياد كل شيء: ما يتقوى به (إنه أواب) تواب رجاع عن كل ما يكره الله إلى ما يحب، وقيل: مسبح مطيع (2).

(1) قاله مجاهد. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 83.
(2) قاله ابن زيد والسدي. راجع تفسير الطبري: ج 10 ص 562.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»