(يحيى)؟ قلت: يجوز أن لا يكون له محل ويكون جملة برأسها كقوله - له ملك السماوات - وأن يكون مرفوعا على هو يحيى ويموت، ومنصوبا حالا من المجرور في له والجار عاملا فيها، ومعناه: يحيى النطف والبيض والموتى يوم القيامة ويميت الأحياء (هو الأول) هو القديم الذي كان قبل كل شئ (والآخر) الذي يبقى بعد هلاك كل شئ (والظاهر) بالأدلة الدالة عليه (والباطن) لكونه غير مدرك بالحواس. فإن قلت: فما معنى الواو؟ قلت: الواو الأولى معناها الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين الأولية والآخرية، والثالثة على أنه الجامع بين الظهور والخفاء، وأما الوسطى فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين الصفتين الأخريين فهو المستمر الوجود في جميع الأوقات الماضية والآتية، وهو في جميعها ظاهر وباطن جامع للظهور بالأدلة والخفاء فلا يدرك بالحواس، وفى هذا حجة على من جوز إدراكه في الآخرة بالحاسة. وقيل الظاهر العالي على كل شئ الغالب له من ظهر عليه إذا علاه وغلبه، والباطن الذي بطن كل شئ أي علم باطنه وليس بذاك مع العدول عن الظاهر المفهوم (مستخلفين فيه) يعنى أن الأموال التي في أيديكم إنما هي أموال الله بخلقه وإنشائه لها، وإنما مولكم إياها وخولكم الاستمتاع بها وجعلكم خلفاء في التصرف فيها، فليست هي بأموالكم في الحقيقة وما أنتم فيها إلا بمنزلة الوكلاء والنواب. فأنفقوا منها في حقوق الله وليهن عليكم الإنفاق منها كما يهون على الرجل النفقة من مال غيره إذا أذن له فيه، أو جعلكم مستخلفين ممن كان قبلكم فيما في أيديكم بتوريثه إياكم، فاعتبروا بحالهم حيث انتقل منهم إليكم وسينقل منكم إلى من بعدكم فلا تبخلوا بيه وانفعوا بالإنفاق منها أنفسكم (لا تؤمنون) حال من معنى الفعل في مالكم كما تقول مالك