الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٦٠
ناقة الله وسقياها. فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها. ولا يخاف عقباها.
سورة والليل مكية. وهي إحدى وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. وما خلق الذكر والأنثى.
____________________
العقر وباشره كانت شقاوته أظهر وأبلغ، و (ناقة الله) نصب على التحذير كقولك الأسد الأسد والصبي الصبي بإضمار ذروا أو احذروا عقرها (وسقياها) فلا تزووها عنها ولا تستأثروا بها عليها (فكذبوه) فيما حذرهم منه من نزول العذاب إن فعلوا (فدمدم عليهم) فأطبق عليهم العذاب، وهو من تكرير قولهم ناقة مدمومة إذا ألبسها الشحم (بذنبهم) بسبب ذنبهم، وفيه إنذار عظيم بعاقبة الذنب فعلى كل مذنب أن يعتبر ويحذر (فسواها) الضمير للدمدمة: أي فسواها بينهم لم يفلت منها صغيرهم ولا كبيرهم (ولا يخاف عقباها) أي عاقبتها وتبعتها كما يخاف كل معاقب من الملوك فيبقى بعض الإبقاء. ويجوز أن يكون الضمير لثمود على معنى فسواها بالأرض أو في الهلاك ولا يخاف عقبى هلاكها، وفي مصاحف أهل المدينة والشأم فلا يخاف، وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخف.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الشمس فكأنما تصدق بكل شئ طلعت عليه الشمس والقمر ".
سورة والليل مكية. وهي إحدى وعشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) المغشى إما الشمس من قوله - والليل إذا يغشاها - وإما النهار من قوله - يغشي الليل والنهار - وإما كل شئ يواريه بظلامه من قوله - إذا وقب - (تجلى) ظهر بزوال ظلمة الليل أو تبين وتكشف بطلوع الشمس (وما خلق والقادر: العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد، وقيل هما آدم وحواء. وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم والذكر والأنثى، وقرأ ابن مسعود: والذي خلق الذكر والأنثى. وعن الكسائي: وما خلق
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»