إنها لاحدى الكبر. نذيرا للبشر. لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر. كل نفس بما كسبت رهينة. إلا أصحاب اليمين.
____________________
والكواكب، وأعداد النصب والحدود والكفارات والصلوات في الشريعة، أو وما يعلم جنود ربك لفرط كثرتها إلا هو، فلا يعز عليه تتميم الخزنة عشرين ولكن له في هذا العدد الخاص حكمة لا تعلمونها وهو يعلمها.
وقيل هو جواب لقول أبى جهل: أما لرب محمد أعوان إلا تسعة عشر؟ وما جعلنا أصحاب النار إلى قوله إلا هو اعتراض، وقوله (وما هي إلا ذكرى) متصل بوصف سقر وهى ضميرها: أي وما سقر وصفتها إلا تذكرة (للبشر) أو ضمير الآيات التي ذكرت فيها (كلا) إنكار بعد أن جعلها ذكرى أن تكون لهم ذكرى لانهم لا يتذكرون، أو ردع لما ينكر أن تكون إحدى الكبر نذيرا و (دبر) بمعنى أدبر كقبل بمعنى أقبل ومنه صاروا كأمس الدابر، وقيل هو من دبر الليل النهار إذا خلفه. وقرئ إذ أدبر (إنها لاحدى الكبر) جواب القسم أو تعليل لكلا والقسم معترض للتوكيد، والكبر جمع الكبرى جعلت ألف التأنيث كتائها فلما جمعت فعلة على فعل جمعت فعلى عليها، ونظير ذلك السوافي في جمع السافياء والقواصع في جمع القاصعاء كأنها جمع فاعلة: أي لاحدى البلايا أو الدواهي الكبر، ومعنى كونها إحداهن أنها من بينهن واحدة في العظم لا نظيرة لها كما تقول هو أحد الرجال وهى إحدى النساء و (نذيرا) تمييز من إحدى على معنى أنها لاحدى الدواهي إنذارا كما تقول هي إحدى النساء عفافا. وقيل هي حال. وقيل هو متصل بأول السورة، يعنى قم نذيرا وهو من بدع التفاسير. وفي قراءة أبى نذير بالرفع خبر بعد خبر لان أو بحذف المبتدأ (أن يتقدم) في موضع الرفع بالابتداء، ولمن شاء خبر مقدم عليه كقولك لمن توضأ أن يصلى، ومعناه: مطلق لمن شاء التقدم أو التأخر أن يتقدم أو يتأخر، والمراد بالتقدم والتأخير السبق إلى الخير والتخلف عنه وهو كقوله - فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - ويجوز أن يكون لمن شاء بدلا من للبشر على أنها منذرة للمكلفين الممكنين الذين إن شاءوا تقدموا ففازوا وإن شاءوا تأخروا فهلكوا (رهينة) ليست بتأنيث رهين في قوله - كل امرئ بما كسب رهين - لتأنيث النفس لأنه لو قصدت الصفة لقيل رهين، لان فعيلا بمعنى مفعول يستوى فيه المذكر والمؤنث، وإنما هي اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم كأنه قيل: كل نفس بما كسبت رهن، ومنه بيت الحماسة:
أبعد الذي بالنعف نعف كويكب * رهينة رمس ذي تراب وجندل كأنه قال: رهن رمس، والمعنى: كل نفس رهن بكسبها عند الله غير مفكوك (إلا أصحاب اليمين) فإنهم فكوا عنه رقابهم بما أطابوه من كسبهم كما يخلص الراهن رهنه بأداء الحق. وعن علي رضي الله عنه أنه فسر
وقيل هو جواب لقول أبى جهل: أما لرب محمد أعوان إلا تسعة عشر؟ وما جعلنا أصحاب النار إلى قوله إلا هو اعتراض، وقوله (وما هي إلا ذكرى) متصل بوصف سقر وهى ضميرها: أي وما سقر وصفتها إلا تذكرة (للبشر) أو ضمير الآيات التي ذكرت فيها (كلا) إنكار بعد أن جعلها ذكرى أن تكون لهم ذكرى لانهم لا يتذكرون، أو ردع لما ينكر أن تكون إحدى الكبر نذيرا و (دبر) بمعنى أدبر كقبل بمعنى أقبل ومنه صاروا كأمس الدابر، وقيل هو من دبر الليل النهار إذا خلفه. وقرئ إذ أدبر (إنها لاحدى الكبر) جواب القسم أو تعليل لكلا والقسم معترض للتوكيد، والكبر جمع الكبرى جعلت ألف التأنيث كتائها فلما جمعت فعلة على فعل جمعت فعلى عليها، ونظير ذلك السوافي في جمع السافياء والقواصع في جمع القاصعاء كأنها جمع فاعلة: أي لاحدى البلايا أو الدواهي الكبر، ومعنى كونها إحداهن أنها من بينهن واحدة في العظم لا نظيرة لها كما تقول هو أحد الرجال وهى إحدى النساء و (نذيرا) تمييز من إحدى على معنى أنها لاحدى الدواهي إنذارا كما تقول هي إحدى النساء عفافا. وقيل هي حال. وقيل هو متصل بأول السورة، يعنى قم نذيرا وهو من بدع التفاسير. وفي قراءة أبى نذير بالرفع خبر بعد خبر لان أو بحذف المبتدأ (أن يتقدم) في موضع الرفع بالابتداء، ولمن شاء خبر مقدم عليه كقولك لمن توضأ أن يصلى، ومعناه: مطلق لمن شاء التقدم أو التأخر أن يتقدم أو يتأخر، والمراد بالتقدم والتأخير السبق إلى الخير والتخلف عنه وهو كقوله - فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - ويجوز أن يكون لمن شاء بدلا من للبشر على أنها منذرة للمكلفين الممكنين الذين إن شاءوا تقدموا ففازوا وإن شاءوا تأخروا فهلكوا (رهينة) ليست بتأنيث رهين في قوله - كل امرئ بما كسب رهين - لتأنيث النفس لأنه لو قصدت الصفة لقيل رهين، لان فعيلا بمعنى مفعول يستوى فيه المذكر والمؤنث، وإنما هي اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم كأنه قيل: كل نفس بما كسبت رهن، ومنه بيت الحماسة:
أبعد الذي بالنعف نعف كويكب * رهينة رمس ذي تراب وجندل كأنه قال: رهن رمس، والمعنى: كل نفس رهن بكسبها عند الله غير مفكوك (إلا أصحاب اليمين) فإنهم فكوا عنه رقابهم بما أطابوه من كسبهم كما يخلص الراهن رهنه بأداء الحق. وعن علي رضي الله عنه أنه فسر