____________________
كقولهم: نهارك صائم. روى أن الكافر يعبس يومئذ حتى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران، وأن يشبه في شدته وضرره بالأسد العبوس أو بالشجاع الباسل. والقمطرير: الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه.
قال الزجاج: يقال اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها وزمت بأنفها، فاشتقه من القطر وجعل الميم مزيدة، قال أسد بن ناعصة:
واصطليت الحروب في كل يوم * باسل الشر قمطرير الصباح (ولقاهم نضرة وسرورا) أي أعطاهم بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب، وهذا يدل على أن اليوم موصوف بعبوس أهله (بما صبروا بصبرهم على الايثار. وعن ابن عباس رضي الله عنه " إن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس معه فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك، فنذر على وفاطمة وفضة جارية لهما إن براء مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهم شئ ء، فاستقرض على من شمعون الميبري؟ اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ علي رضي الله عنه بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك، فنزل جبريل وقال: خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة ". فإن قلت: ما معنى ذكر الحرير مع الجنة؟ قلت: المعنى وجزاهم بصبرهم على الايثار وما يؤدى إليه من الجوع والعرى بستانا فيه مأكل هنى وحرير فيه ملبس بهى: يعنى أن هواءها معتدل لاحر شمس يحمى ولا شدة برد تؤذى، وفي الحديث " هواء الجنة سجسج لاحر ولا قر " وقيل الزمهرير القمر، وعن ثعلب أنه في لغة طيئ وأنشد:
وليلة ظلامها قد اعتكر * قطعتها والزمهرير ما زهر والمعنى: أن الجنة ضياء فلا يحتاج فيها إلى شمس وقمر. فإن قلت: (ودانية عليهم ظلالها) علام عطفت؟
قلت: على الجملة التي قبلها لأنها في موضع الحال من المجزيين، وهذه حال مثلها عنهم لرجوع الضمير منها إليهم في عليهم، إلا أنها اسم مفرد وتلك جملة في حكم مفرد تقديره غير رائين فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها، ودخلت الواو للدلالة على أن الامرين مجتمعان لهم كأنه قيل: وجزاهم جنة جامعين فيها بين البعد عن الحر والقرود نو الظلال عليهم. وقرئ ودانية بالرفع على أن ظلالها مبتدأ ودانية خبر والجملة في موضع الحال، والمعنى:
قال الزجاج: يقال اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها وزمت بأنفها، فاشتقه من القطر وجعل الميم مزيدة، قال أسد بن ناعصة:
واصطليت الحروب في كل يوم * باسل الشر قمطرير الصباح (ولقاهم نضرة وسرورا) أي أعطاهم بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب، وهذا يدل على أن اليوم موصوف بعبوس أهله (بما صبروا بصبرهم على الايثار. وعن ابن عباس رضي الله عنه " إن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس معه فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك، فنذر على وفاطمة وفضة جارية لهما إن براء مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهم شئ ء، فاستقرض على من شمعون الميبري؟ اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ علي رضي الله عنه بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك، فنزل جبريل وقال: خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة ". فإن قلت: ما معنى ذكر الحرير مع الجنة؟ قلت: المعنى وجزاهم بصبرهم على الايثار وما يؤدى إليه من الجوع والعرى بستانا فيه مأكل هنى وحرير فيه ملبس بهى: يعنى أن هواءها معتدل لاحر شمس يحمى ولا شدة برد تؤذى، وفي الحديث " هواء الجنة سجسج لاحر ولا قر " وقيل الزمهرير القمر، وعن ثعلب أنه في لغة طيئ وأنشد:
وليلة ظلامها قد اعتكر * قطعتها والزمهرير ما زهر والمعنى: أن الجنة ضياء فلا يحتاج فيها إلى شمس وقمر. فإن قلت: (ودانية عليهم ظلالها) علام عطفت؟
قلت: على الجملة التي قبلها لأنها في موضع الحال من المجزيين، وهذه حال مثلها عنهم لرجوع الضمير منها إليهم في عليهم، إلا أنها اسم مفرد وتلك جملة في حكم مفرد تقديره غير رائين فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها، ودخلت الواو للدلالة على أن الامرين مجتمعان لهم كأنه قيل: وجزاهم جنة جامعين فيها بين البعد عن الحر والقرود نو الظلال عليهم. وقرئ ودانية بالرفع على أن ظلالها مبتدأ ودانية خبر والجملة في موضع الحال، والمعنى: