الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٨٩
سورة القيامة مكية. وهى تسع وثلاثون آية بسم الله الرحمن الرحيم لا أقسم بيوم القيامة.
____________________
سورة القيامة مكية. وهى تسع وثلاثون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) إدخال لا النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم، قال امرؤ القيس:
لا وأبيك ابنة العامري * لا يدعى القوم أنى أفر وقال غوية بن سلمى:
ألا نادت أمامة باحتمال * لتحزنني فلا بك ما إبالى وفائدتها توكيد القسم، وقالوا: إنها صلة مثلها في - لئلا يعلم أهل الكتاب - وفى قوله:
* في بئر لا حور سرى وما شعر * واعترضوا عليه بأنها إنما تزاد في وسط الكلام لا في أوله. وأجابوا بأن القرآن في حكم سورة واحدة متصل بعضهم ببعض، والاعتراض صحيح لأنها لم تقع مزيدة إلا في وسط الكلام ولكن الجواب غير سديد، ألا ترى إلى امرئ القيس كيف زادها في مستهل قصيدته، والوجه أن يقال هي للنفي، والمعنى في ذلك: أنه لا يقسم بالشئ إلا إعظاما له يدلك عليه قوله تعالى - فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم - فكأنه بإدخال حرف النفي يقول: إن إعظامي له بإقسامي به كلا إعظام: يعنى أنه يستأهل فوق ذلك.
وقيل إن لا نفى لكلام ورد له قبل القسم كأنهم أنكروا البعث فقيل لا: أي ليس الامر على ما ذكرتم، ثم قيل
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»