الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٧٣
فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا.
سورة المزمل مكية. وهى تسع عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها المزمل. قم الليل إلا قليلا.
____________________
والتنجيم لان أصحابهما أبعد شئ من الارتضاء وأدخله في السخط (فإنه يسلك من بين يديه) يدي من ارتضى للرسالة (ومن خلفه رصدا) حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين يطردونهم عنه ويعصمونه من وساوسهم وتخاليطهم حتى يبلغ ما أوحى به إليه. وعن الضحاك " ما بعث نبي إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين أن يتشبهوا بصورة الملك " (ليعلم) الله) أن قد أبلغوا رسالات ربهم) يعنى الأنبياء، وحد أولا على اللفظ في قوله - من بين يديه ومن خلفه - ثم جمع على المعنى كقوله - فإن له نار جهنم خالدين - والمعنى: ليبلغوا رسالات ربهم كما هي محروسة من الزيادة والنقصان، وذكر العلم كذكره في قوله تعالى - حتى نعلم المجاهدين - وقرئ ليعلم على البناء للمفعول (وأحاط بما لديهم) بما عند الرسل من الحكم والشرائع لا يفوته منها شئ ولا ينسى منها حرفا فهو مهيمن عليها حافظ لها (وأحصى كل شئ عددا) من القطر والرمل وورق الأشجار وزبد البحار، فكيف لا يحيط بما عند الرسل من وحيه وكلامه؟ وعددا حال: أي وضبط كل شئ معدودا محصورا أو مصدر في معنى إحصاء. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الجن كان له بعدد كل جنى صدق صلى الله عليه وسلم وكذب به عتق رقبة ".
سورة المزمل مكية. وهى تسع عشرة أو عشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (المزمل) المتزمل وهو الذي تزمل في ثيابه: أي تلفف بها بإدغام التاء في الزاي ونحوه المدثر في المتدثر
(١٧٣)
مفاتيح البحث: سورة المزمل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 175 176 177 178 179 ... » »»